أبو الجعافر و رأيه في الثورة
تريدون رأيي في ما يحدث؟
أقول ان الحكومة رفعت يدها عن جميع واجباتها ما عدا ما يتعلق بحماية الكراسي.. يعني الامن، فلا علاقة لها بالتعليم او الصحة او الخدمات او التنمية، بل قتلت مشروع الجزيرة الذي كان يوفر 75% من عائدات الخزينة.. هل تصدقون ان صادرات تشاد من الصمغ اعلى من صادرات السودان؟ وان تكاليف المعيشة في الخرطوم اعلى من ابو ظبي؟ بينما متوسط دخل الفرد في ابو ظبي يساوي متوسط دخل السوداني مضروبا في ألف، و80% من خريجي الجامعات عاطلون عن العمل.. باختصار كلنا نعرف ان السودان صار دولة جبايات، وان نحو 90% من سكانه يعيشون دون خط الفقر بمقاييس الامم المتحدة، وحسب آخر تقرير لمؤسسة "فند اوف بيس Fund of peace" فإن ترتيب السودان بين الدول الفاشلة هو تالت الطيش، ولا توجد بعده إلا الكنغو الديمقراطية والصومال، وقد صارت الحكومة على الهبشة ولا تتحمل اي نقد ويفسر هذا مصادرة واغلاق الصحف وفرض الرقابة مجددا
وفي نفس الوقت ورغم تاييدي للتظاهر للمطالبة بالتغيير الكامل الا انني اخشى على بلدي والشباب من الفلتان وقد تجلى في بعض مظاهره في اشعال الحرائق في ممتلكات عامة وخاصة.. لو بدأت الاعمال الغوغائية فستسيء الى سمعه المتظاهرين، لأن احداث ليلة مصرع جون قرنق ستتكرر ببشاعة اكبر في كل المواقع فهناك الملايين في حزام الفقر الذين يحسنون صناعة الفوضى، ويسيئون عن قصد او غير قصد للمحتجين الواعين بقضية البلد والمواطن... في ثورتي اكتوبر وابريل كانت هناك مظاهرت مليونية ولم يتم التعدي على ملك عام او خاص بل كان المتظاهرون يقدمون اعواد النيم الخضراء للجنود ونجحت المبادرة في جعل الكثيرين منهم يتفادون اطلاق النار على المتظاهرين
وقد انفجرت الاوضاع وهي مرشحة لانفجار اكبر بسبب الجوع والفساد الذي يزكم الانوف (استثمارات السودان المعلنة في ماليزيا بعشرة مليار دولار) والباقي "اسكت خليه".. وديوان المراجع العام ظل يقول منذ سنوات ان الاموال المختلسة في السنة الواحدة تبلغ نحو 30 مليار جنيه وحذفت الحكومة ثلاثة اصفار من العملة لايهام المواطن بان كلفة المعيشة صارت معقولة.. يعني بدل ما تقول اشتريت سندويتش ب3000 تقول اشتريته ب3 جنيهات.. وما هي المعالجة التي اقترحتها الحكومة للانهيار الاقتصادي الشامل: سحب المواتر من مواكب الوزراء وخفض عدد الوزراء بنسبة 45% (وبعد دا كله حيكون عندنا حوالي 130 وزير وعندنا سلفا نحو 500 وزير رسابق يتقاضون مخصصاتهم كاملة)، وهو ما اسماه الاستاذ علي عثمان بالبذخ السياسي واتهم اعضاء المؤتمر الوطني بأنهم تفننوا في زيادة عدد الولايات والمحليات لزيادة عدد المناصب وفرص السفسفة
ولو انبرت قيادات الاحزاب الكرتونية لقيادة المعارضة فإنها ستطيل عمر الحكومة لانها احزاب قائمة على السمع والطاعة العمياء ل"سيدي"، بينما حزب المؤتمر الوطني يقوم على العين الحمراء وحتى اعضاؤه يتعرضون للترويع.. وفي تقديري فانه ورغم ان الحكومة هشة وليس هناك ما يبرر بقاءها لخمس دقائق إلا أنها قوية بعتادها ومليشياتها وكوادرها المقاتلة، واعتقد ان الضغط الشعبي سيؤدي الى انفجار/ انقلاب من داخل الحكومة لامتصاص الغضب الشعبي، والسبيل الوحيد لتفادي عملية تغيير دموية هي أن يتم تسليم السلطة لحكومة انتقالية من التكنوقراط (يعني ما تبقى بنظام توزيع الغنائم بين الاحزاب) يكون دورها فرملة التدهور والتفكك الوشيك للبلاد والاعداد لانتخابات حرة يخوضها جيل الشباب بتننظيمات تمثل تطلعاته بعيدا عن وصاية الديناصورات
ومن المهم جدا ان يسبق العمل الشعبي المطالب بالتغيير (من العبث التحدث عن الاصلاح فالوضع يتطلب تغييرا شاملا) ان يسبق العمل العسكري، لأنه لو صار للحركات المسلحة دور محوري في التغيير، فسيدخل البلد في دوامات، لأت السلاح قد يستخدم لحسم الامور لصالح الحركات ولم تنشأ مشاكل جنوب السودان إلا من كون ان "الجيش الشعبي" كان صاحب الكلمة الاولى والاعلى بينما كان دور "الحركة" كتنظيم سياسي ثانويا
المهم انا واثق من ان الانتفاضة التي بدات على استحياء ستنتهي بنهاية حكم الانقاذ واتمنى ممن تبقوا من عقلاء في الحكومة أن يجنبوا البلاد المترعة بالسلاح ويلات مصادمات دامية ويسلموا الامور برواقة لجيل جديدد من القيادات يسوس الامور بعقلية جديدة
(إضافة: ما عارف الناس دي بتفهم كيف.. قلت من باب المداعية ان الشايقي هو اصلح من يدير وزارة المالية لانه سيقرط الامور ويمنع الصرف البذخي ولكن البعض تكلم عن "عنصرية",,, ما هي العنصرية في نكات الحلفاويين والرباطاب والادروبات,, وبعدين يا سناجق (وليس سناجك لان سنجق كلمة تركية تعني عسكري) السودان حكموه الدناقلة والجعليين والمحس والنتيجة قدامكم.. نعطي الشايقية فرصة لأنه لا يوجد مسؤول شايقي واحد سمعته ملوثة كما الآخرين!! يكفي انكم قدمتم للسودان حسن الدابي وكرم الله اخوان وحميد وهاشم صديق ومحجوب شريق ومحمد سعيد ذفع الله و...... بلاش عشان الباقين ما يغيروا
تعليقات