كيبل ذو اسلاك نحاسية معزولة باللدائن و تتخللها طبقات مادة بترولية لحفظ الاسلاك بعيدا من تسرب المياه
يابانيات (8)
كنت قد انخرطت في جو العمل الجديد تاركاً وراء
ظهري مشاريع كنت أحلم بتحقيقها من خلال اصراري لتوصيل المعلومة الصحيحة ,حسب تصوري
,لممثل اليابان .
وكذلك كنت قد تركت
قسم الشبكة بعد أن فشلنا كمهنسيين جامعيين في أختراق العمل التنفيذي للشبكة حيث
أنها كانت محتكرة لـ (الأسطوات ) في ظل
عدم وجود خرط و معلومات بيانات تمكن المهندس من متابعة عمليات التوصيلات الجديدة
أو الصيانة.
لذا كانت الكوابل و مساراتها حكراً لهؤلاء العمال المهرة.
بعد مرور أربعة شهور
أو ربما أكثرحضر الىّ الاخ المهندس عمر الدشونى موحياً الىّ أنه أخذ زمناً كثيراً
ليستدل على عنوانى , و ان المؤسسة تبحث عنّى!!!!
و استرسل يسأل كيف
تسنى لى أن اترك قسم الشبكة بعد أن تم تعيينى مديراً للمشروع اليابانى؟
كنت أحس بان الكلام
الذي بدأه الباشمهندس يخفى وراء كلاماً
اخر جديداً.
فتعمدت ألاّ استرسل
في الكلام حتى أسمع منه الحقيقة .
قلت له :أن المشروع
لا يعدوا أكثر من سوى بعض الاف الدولارات.
هنا سألنى, بالله
عليك هل يمكنك أن تخبرنى بالحديث الذي أعطيته (اليابانى)؟
ماذا قلت له ؟
كيف أستطعت أن تؤثر
في هذا الرجل الى هذا الحد؟
كنتُ أحاول أنْ أعرفَ
المزيد من المعلومات , لكن كلما عرفته بأن هذا الشخص اليابانى قد رجع الى اليابان
بعد أنتهت مهمته في السودان.
حزنت كثيرا , فقد كنت
توّاقاّ لبناء أواصر التعاون و التواصل , فقد أحببت في هذا اليابانى وضوحه في
الامور و حرصه الشديد لمعرفة كل المعلومات باسرع الطرق.
ثم أنتبهت الى صوت
الاخ عمر الدشونى و هو يلومنى في تسرعي لترك قسم الشبكة و الانتقال الى قسم اخر .
و اردف قائلاً : بهذا التصرف و فشل المؤسسة لمعرفة مكانك لقد فقدت يا أخى
فرصة كانت مواتية لك بأن تكون مديراً للمشروع اليابانى.
و تابع حديثه بأن
السيد ممثل ميتسوبيشى كان مصراً لدرجة كبيرة بأن يلتقيك, كما أنه أصرّ أن تتولى
أنت ادارة هذا المشروع.
و واصل حديثه : وجدنا
صعوبة في أن نشرح له عدم تواجدك حالياً ! و لم يقتنع الاّ بعد ما أكدنا له بأنك
ستكون نائباَ لشخصى حيث تم تعيينى أنا مديراً للمشروع اليابانى.
و لما كنت توّاقا للجديد
أو قلْ لمعرفة ما طرأ من تغييرات جذرية في قيمة المشروع
, سألته متعمداً لو أن بضع الاف من الدولارات
تستحق بأن يسميها مشروعاً و هل يستحق مثل هذا المبلغ الضئيل بأن يتم له تعيين مدير و نائب؟
قال: المشروع أصبح من
جزئين , مشروع أولي يقوم على اساس تغيير كل شبكات الخرطوم شرق و حتى وزارة التربية الى شبكة كوابل
حديثة و هناك مشروع اخر في منطقة بري يتضمن تركيب مقسم جديد بكافة شبكاته و
ملحقات الربط الخاصة به و بسعة اولية قدرها الفى شخص لتغطية كل منطقة البراري.
حينها أحسست بسعادة
غامرة بأن السعي الجاد ولّد مشروعين كبيرين و لكنى كنت حزيناً لاننى لم و لن ألتق
ممثل شركة ميتسوبيشى و الذي ساهم بديمومة نشاطه بتحويل هذا الحلم الى مشروع حقيقي
|
تعليقات