كنز حلفا الجديدة (3)

2 01:54 AM

بشرى الفاضل


في منزل حكومي مخصص لأحد افرد الشرطة بحلفا الجديدة ومسئول صاحبه عن أمن القرية 21 يجري الآن حفر محموم داخل المنزل حتى ظهرت قواعده بحثاً عن كنز! لو كان هؤلاء الباحثون عن الكنز تلاميذ مدارس في مراحلهم الدراسية الاولى وأمرهم مربي الفصل في حصة الجغرافيا بالبحث عن كنز وذهبوا لهذا المنزل واشتبهوا فيه لما كانت هناك قصة. لكن هؤلاء اشخاص راشدون ولأن الظروف الاقتصادية ضاغطة لجأوا لتصديق هذه الخرافة أسوة بزملائهم الذين يجوبون فيافي السودان بحثاً عن الذهب. ولو كان أؤلئك يجدون الذهب فما المانع في ان يجد الباحثون عن الكنز ما هو أكثروأغلى ولعلهم نسجوا حكايات أخرى خرافية حول هذا الكنز ونسبوا حراسته للجن. لكن المنزل حكومي ويتبادل فيه الحفر
(عدد من الرجال الأشداء لعدة أيام، حتى ظهرت قواعد المنزل، دون العثور على شيء، كما لم تلن عزيمة القائمين على أمر هذه الحفريات) فيما يقول الخبر.
واستنكر عدد من المواطنين و رجال الدين تصديق هذه الخرافات، كما استنكروا تبنيها من قبل قيادات محسوبة على الدولة. حكومة ولاية كسلا تعلم كل ما يجري حول المنزل المذكور
أحد المسؤولين بمحلية حلفا من رأيه أن يتركوا هؤلاء المواطنين ليتأكدوا بأنفسهم عن وجود الكنز من عدمه.ولا يستبعد هذا المسئول خطورة ما يجري على أرواح المواطنين، باحتمال انهيار هذا المبنى على رؤوس الذين يقومون بالحفر.ونحن بدورنا لا نستبعد ذلك والواجب وقف هذه الحفريات فمن واجبات هذا المسئول تحري سلامة أرواح هؤلاء المواطنين وعقولهم ايضاً.
ويعتقد الموهومون بوجود الكنز أنه كنز ضخم ويتوقع أن يحل الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.وهكذا أصبحت الضائقة المعيشية شماعة تعلق الآمال فيها على قدرات الخرافات المروسة بالجن!وهذا الامر شبيه بحالات غدعاء بعض المرضى النفسيين بأنهم المسيح او المهدي المنتظر
ولم يفصح هؤلاء الموهومون عن طبيعة هذا الكنز وقيمته التي يبدو أنها جاءت من الحكايات الخرافية لكن الشيء المؤكد أن الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حلها في ايدي شعب بكامله حين يقوم بتصحيح الأوضاع مما جميعه بما يجعل الشعب ينتج لان هناك عدالة اجتماعية لا آلة تبحث بالحفر عن كنز.