خليل فرح و وردى نبض أمة (2)




    
خليل فرح الوطن
تماماً كما قال مصطفى سعيد للانجليز داخل ديارهم (لقد أتيتكم غازياً) , كذلك قالها الخليل للانجليز في أم درمان.
   في زمن كانت الهجرة الى مصر , سافر خليل فرح لامدرمان و سرعان ما استوعب الحياة و واقع أنه يعيش في بلد يتحكم فيه المستعمر,ففجر شعره للحبيية عزة , الرمز , الحب الأول الوطن.
كيف أستطاع في مدة بسيطة أن ينهل كل هذه المفردات العربية الخالصة ذات النكهة السودانية الممزوجة بسحنات و ألوان القبائل المنصهرة في بوتقة سودان زاخر بحب هذا البلد؟؟
    حينما أعترض المناضل الجسور على عبد اللطيف سؤال القاضي الانجليزي عن قبيلته رد قائلاً : أنا سوداني
تشعر كم نجح الخليل و أصحابه من المثقفين من صنع سودان موحد ذو وجدان واحد.
الان كل الحرب يدور لطمس الهوية السودانية و تفعيل القبلية ,         الان أول سؤال في كل معاملات الحكومة يبدأ بالقبيلة .
 عفواً هل نحن ننهل من الاسلام أو من الاستعمار.
فلق الصباح قـول لى أهـو نورك لاح خِلِّى
يا خفيــف الــروح هــو هـــذا نـداك أم نــدى الأزهــار
من جنان رضـوان أصلك لـذا كـل ربيع فصلك
اتـنـفــس فــوح تتـنـفــس نـــاس
وريـــاض وبحـــار ما ألذّ نسيـم وصلــك
مـا رأيت يا جميل مثلك

#######




عزة ما سليت وطن الجمــال 
ولا أبتغيت بديل غير الكمــال
وقلبي لي سواك ما شفتو مال
خذيني باليمين وانا راقد شمال 
   
 وردى حضوره للعاصمة كان عادياً , فالكل كان يأتى للخرطوم في زمنه , فغنى وردى ردحاً من الزمن للجمال و الحب, ثم أدرك أن الحب لابد أن يكون للوطن فغنى تصريحاً  , و رمزا حينما ضايقه العسكر, و هل يعرف العسكر في كل زمان سوى أن يسكت صوت الوطن؟؟؟
محمد وردى
وردى الوطن
العسكر لم يضف لنا أرضاً جديداً و لا أدخل لبلادنا نعمة كنا نفتقدها , بل العكس فقد تمادى في أضاعة ما اكتسبناه من أرض و تمادى أكثر في تفريغنا من أخلاقيات كنا نعتز بها.
فغنى وردى بناديها , يا راجيانى , يا وطناً تسامى و ...,...
يا راجياني , أصبحت غناءً رمزياً لان وردى كان حينها تجاوز عن الغناء للحبيبة ثم فجأة تغنى بها فقال حراس النظام أنّ وردي يعنى الثورة.
 يا راجياني وما ناسياني
ياما الغربة بتتحداني
وانا بتحدى الزمن الجاير
لو في بعدك يتحداني
لمّا سحابة تلاقي سحابة
وتنزل منها دمعة عشاني
لمّا تلاقي مسافر عايد
تمشي وتسألي عن عنواني
وانا عنواني عيونك انتي
وأي مكان تمشيهو مكاني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام