صفقة المستشفى الجنوبي ..هل هناك ما يريب..؟! «2-1»


تحقيق: نعيمة بيلو:
خفض لي واخفض ليك
بدأت فكرة خصخصة جزء من مستشفى الخرطوم تظهر في الافق منذ ان كان الدكتور كمال عبدالقادر مديرا لمستشفى الخرطوم..الاقدار تجعل عبدالقادر وكيلا فى وزارة الصحة الاتحادية..ويتم طرح الجزء الجنوبي من المستشفى في عطاء عام شاركت فيه نحو احدى عشر شركة من بينها شركة اردنية بالاضافة لمستشفى يستبشرون الذي يملكه وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفسور مأمون حميدة (لم يكن وقتها وزيرا)..العطاء فازت به شركة باجعفر اخوان بمبلغ وقدره مئتان وعشرون الف جنيه..بدون مقدمات كثيرة تم تخفيض المبلغ الى نحو مائة وستين الف جنيه.
أولاد الحصاحيصا
في الساحة الان تبرز ثلاث اسماء الدكتور معتصم جعفر مدير شركة باجعفر الشركة التي رسى عليها العطاء ووكيل وزارة الصحة الذي مر التخفيض تحت بصره ..والدكتور حسن عبدالقادر شقيق الوكيل والمدير التنفيذي للمستشفى الجنوبي..الرجال الثلاثة تربط بينهم في افضل الروايات مدينة الحصاحيصا..شقيقان وصديق وصفقة مالية مثيرة للاهتمام..هل في الامر ما يريب...
البحث عن الحقيقة..!!
حملت هذه الاتهامات وذهبت للسيد الدكتورمعتصم جعفر مؤسس شركة باجعفر أخوان في مكتبة طرحت علية السؤ ال الاول كيف تحصلت علي العطاء؟. رد على (مسرعاً) «عبرالاعلانات التي تنشرها ادارة مستشفي الخرطوم في الصحف اليومية كنت ضمن (11) شركة قدمت للمشروع».
باغته بسؤال كان يؤرقني هنالك شبهة في ارساء العطاء لشركة باجعفر اخوان؟
رد (مذهولا) : انا لم اتعامل مع جهه غير ادارة مستشفي الخرطوم وليس لي معرفة شخصية مع اي من اعضاء لجنة فرز العطاءات.
قلت له:تخفيض القيمة الايجارية من (220 الي 160)مليون جنية يثير الشكوك علي الرغم من أن هنالك شركة قدمت بقيمة اكبر من هذه (160) مليون جنيه شهرياً.
الدخول عبر بوابة القصر الجمهورى
واصل دكتور معتصم مالك دفاعه.. ادارة المستشفي لم تلتزم بتوفير الكوادر الطبية حسب نص العقد الامر الذي جعلنا نخاطب نائب رئيس الجمهورية والنائب حول الامر لوزيرة الصحة تابيتا بطرس التي وجهت مجلس ادرة المستشفي بدراسة الامر ..المجلس بدوره خفض القيمة الايجارية من (220)ألف جنيه الي (160) ألف جنيه.واوضح معتصم انه استعان بكوادر طبية من خارج السودان بتكلفة اعلي من مبلغ (الستين مليون) الذي حدده مجلس الادارة كتخفيض في الاجرة الشهرية..الطريق الى تعديل نصوص العقد لم يكن سالكا مجلس الادارة رفض فكرة التخفيض ..حتى مدير المستشفي (وقتها) دكتور عبدالله عبدالكريم كان صوته داخل مجلس الادارة معارضا للتخفيض في الجولة الاولى من التصويت .. مدير المستشفى في ذاك الوقت عبدالله عبدالكريم يعزز معلومة صاحب العطاء حينما قال لي: تعثرت المستشفي في توفير الكوادر للجناح الجنوبي قامت الشركة برفع خطاب لنائب رئيس الجمهورية الذي وجه الخطاب لوزيرة الصحة تابيتا بطرس وخاطبت وزيرة الصحة مجلس الادارة الذي وافق بالاجماع علي تخفيض الأجرة الشهرية من(220 الي160) واردف ان اجور الكوادر حسبت علي حسب الهيكل الراتبي للدولة واستعانت الشركة بكوادر من خارج السودان براتب أعلى من الذي حددته الدولة .
الوزيرة تابيتا تتدخل والوكيل يلزم الصمت..!!
الدكتور الطيب العبيد عضو لجنة تقصى الحقائق في استثمارات المستشفي الجنوبي تحدث لي و ارتسمت علي وجهه علامات الاسى والضجر والسخرية وقال لي بعد طرح العطاء بقيمة (220) مليون جنيه تم تخفيضه الي (160) مليون جنيه بعد أن خاطبت وزيرة الصحة تابيتا بطرس مجلس الادارة المستشفي ورفض المجلس ومدير المستشفي عبد الله عبد الكريم قرارالتخفيض هذا الامر جعل السيدة الوزيرة تغضب منه وفي اليوم الثاني انعقد المجلس في اجتماع طارئ ووافق علي الطلب بالاجماع..اذا كانت الوزيرة تدخلت بشكل مباشرة في الصفقة الا انني لاحظت ان وكيل وزارة الصحة التزم الصمت..جعل نفسه بعيدا عن المكاتبات ولكن كل الخطابات كانت تمر نسخة منها على منضدته باعتباره التنفيذي الأول بوزارة الصحة .
أفتونا يا أهل القانون..!!
هل من صلاحيات مجلس الادارة تعديل عقد بهذه الاهمية..( نجاة محمد حسين نقد ) المستشار القانوني لمستشفي الخرطوم رفضت الحديث والتعليق الا بأذن من وزارة العدل.. صمت وزارة العدل جعلنا نلتمس الحكمة عند اهل الاختصاص ..القانوني محمد أحمد الجراري يرى ان تخفيض العقد معيب من الناحية القانونية وكان من الاحوط اعادة طرح العطاء مرة اخرى للمتنافسين وبالشروط الجديدة..يستغرب الجراري من تدخل مجلس الادارة في هذا الشأن التنفيذي حيث يرى ان مجالس الادارات مناط بها وضع الخطط العامة وليس الدخول في التفاصيل التنفيذية.
يسالونك عن الاجرة الشهرية..!!
رغم تخفيض العقد الا ان الامور لم تمض على الوجه المطلوبة..شركة (باجعفر) تأخرت في دفع الايجار الشهري ولم تدفع تكاليف الكهرباء..الدكتور مأمون محمود يؤكد أن اخفاق الشركة جعلهم يلجأون للقانون..معتصم جعفر يقدم حجة اخرى في مسألة تباطوء شركته في دفع المستحقات المالية ..حجة جعفر تبنى على نزاع نشب بين جامعة الخرطوم وادارة مستشفي الخرطوم على ملكية ارض المستشفى الجنوبي..جعفر احجم عن الدفع لحين صفاء السماء..المدير المكلف دكتور مأمون يؤكد ان مستشفي الخرطوم مازال دائنا لشركة باجعفر
وعند ما نقلت هذه المعلومة للمدير المالي بمستشفى الخرطوم عمر خليفة عمر قال لي بعد حسم النزاع بين ادارة المستشفي ووزارة الاوقاف تم تسوية المديونية مع معتصم جعفر واضاف كان الرجل للامانة والتاريخ يدفع التسوية حسب الاتفاق مع ادارة المستشفي ..المدير المالي يواصل ومن دون سابق انذار تم رفع دعوى ضد شركة با جعفر وتوقفت بعدها عن السداد الي حين حسم القضية الامر الذي جعل عملية السداد تتاخر.
رواية اخري عن المديونية..!!
كم تبلغ المديونية امر غير متفق عليه .. لجنة مراجعة الاستثمارات والانشاءات داخل مستشفي الخرطوم تتكون من (13) عضواُ اجمعوا علي ان هنالك تعثراً في دفع الايجار لعدة شهور ..هذه اللجنة تقدر المديونية بمليار وستمائة بالاضافة الى ثلاثين مليونا اخرى قيمة كهرباء ..اللجنة في تقديراتها ترفض مبدأ التسوية الذي قام على تقدير بعض اصول شركة (باجعفر) في المستشفى الجنوبي .. التسوية المرفوضة بلغت قيمتها مبلغ (400)مليون فقط بعد خصم اصول شركة باجعفر المتمثلة في معدات واجهزة طبية بالاضافة للاثاث من المديونية ..تقديرات لجنة تقصى الحقائق ترفض مبدأ تخفيض الاجر وتصر على ان الخزينة العامة فقدت مبلغ (2مليارو230مليون جنيه ) من دون وجه حق.
رواية جديدة عن المديونية..!!
الدكتور حسن عبدالقادر يتحدث الان عن المديونية ..لا تهم كثيرا صفته الان ..دعونا نتفق على انه شقيق وكيل وزارة الصحة ..تلك الصفة الوحيدة المتفق عليها..شقيق الوكيل يحدثنا عن التعثر في سداد الاجرة الشهرية..دكتور حسن يأتي برواية جديدة ويقول ان مستشفاه قام بتسديد بعض الاموال نيابة عن مستشفي الخرطوم لتسديد مديونيات قديمة وصلت اعتاب المحاكم..مدير مستشفي الخرطوم وقتها يقلل من هذا البند ويقول حدث مرة واحدة ان قامت شركة بجعفر بهذا الامر ولكنه لا يتذكر المبلغ المالي..تحرياتي وصلت الى مبلغ مائة مليون دفعتها شركة ( باجعفر) لشركة طرق .. ولكن السؤال لماذا لم يتم سداد المديونية بشكل مباشر من مستشفى الخرطوم حتى وان تولت الواجهة الاستثمارية تدبير المبلغ..سؤال يظل بلا اجابة.بعد كل هذه الاقوال المتناقصة أحسست بأني أتوه مع سبق الإصرار والترصد..
ويبقى السؤال هل دفعت شركة باجعفر كل التزاماتها تجاه مستشفى الخرطوم..؟؟
وهل فقد المستشفى الجنوبي أكثر من (2)مليار جنيه بسبب الخلافات الشخصية بين معتصم جعفر ومامون محجوب نائب المدير العام للمستشفى والمدير العام المكلف ..؟
وهل أغلق مأمون حميدة المستشفى الجنوبي بسبب استثماراته الخاصة...؟؟
سنواصل الدراما المشوقة عن صفقة المستشفى الجنوبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)