مواقف·· ومذكرات تنكرية


نا كلمة-سعد محمد أحمد

ان مذكرات لا تروي شيئا غير الجيف وافتراس العنق وامتصاص النخاع كتلك التي يكتبها ذئب او ضبع هي بالضرورة النقيض لمذكرات عصفور او فراشة او غزال لكن احيانا هو ان يسطو ثعبان على عصفور ثم يتولى نيابة عنه كتابة مذكراته، ما يحدث احيانا هو ان الجلاد يكتب يوميات الضحية كي يقتلها مرتين، وهو اذ يسطو على الضحية يحاول ان يتقمصها بلا جدوى لان من سبب الالم لا يتألم وهذا ما يعنينا دائما على افتضاح الحفلات التنكرية من هذا الطراز لان الضحية ليست دائما خرساء واحيانا تكون ابلغ من جلادها وانبل منه احيانا خصوصا اذا رفضت ان تكون تلميذه النجيب الذي يتماهى معه وهكذا تلعب ما يسمى بالحركة الاسلامية في بلادنا لعبة القط والفأر على حساب ضحايا بلادنا بين القصر والسجن في كذبة كبيرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا منذ يونيو الاغبر متناسين ان ضرس العقل >لمحمد أحمد< قد شب على الطوق طوال الربع قرن الا قليلا·· كفى ان نصحو على انغام مذكرات بين >أحمد وحاج أحمد< انها لعبة جديدة وقديمة الا لاصحاب الحركة ولكل حال لبوسها·
مذكرتان متناقضتان من جهة واحدة وتيار واحد تناولتهما بعض المواقع وبعض الصحف السيارة على خجل دون الافصاح لكل مجموعة منهم اجندتهم الخاصة على وزن الاسرة التي تجندوا على نهجها، تضارب في الاقوال والافعال وهذا ديدنهم ولا جديد تحدثوا عن الاصلاح اصدروا وثيقة وألحقوها بوثيقة اخرى مشوشة متناقضة للاولى لها ما تبررها انها الصراع على كراسي السلطة تحدثوا بانهم في حاجة إلا اصلاح يكون اكبر من الثورة والذي يبدو جليا للعيان بضرورة اجراء اصلاح ينقذون به انقاذهم وانفسهم انهم كلهم شركاء في الجريمة يبحثون عن مخرج من النفق المظلم الذي ادخلوا فيه انفسهم يطلبون طوق النجاة بثمن بخس·
ونحن نريد اصلاحا اكبر من الثورة ايضا فعلا وقولا تطيح بكراسيهم واحدا بعد آخر اننا وصلنا إلى مفترق طرق يحتم علينا لا مهرب منه ولا بديل له هو انجاز الاصلاح ضد النظم الفاسدة القائمة ومع ان الاصلاح لا يكون اصلاحا تاما وحقيقيا ولا يستحق اسمه اذا لم يكن سياسيا فإن مداخله تكون في العادة متنوعة تمليها غالبا احوال واقعية وحالنا يغني عن السؤال نعيشها اقتصاديا اجتماعيا توجد سياسات تنموية فاشلة تخدم قلة من المنتفعين والاثرياء، ومن الضروري اعادة توزيع الدخل الوطني بطرق عادلة تترك للاغلبية نصيبا وافرا من خبرات وطنها ولا بد للعدالة ان تأخذ مجراها ويتم المحاسبة في كل الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن والمحاسبة على مسؤولية النظام في انفصال جزء عزيز من الوطن، والعمل على ارجاعها، وايجاد سبل حياة كريمة لكل فرد في بلادنا، وتوفير الصحة والتعليم، وقبل كل شيء الحرية لبني وطني، وان يعتذروا لاهل بلادنا في كل ما ارتكبوه من حماقات واضرار بمصالح الناس، وان يطلبوا المفغرة من خالق هذا الكون، وهنا يحضرني حكاية طريفة تروى عن حوار دار بين شاعر حر وطاغية سأل الطاغية كم اساوي في نظرك؟ فاجاب الشاعر الف دينار فقط عندئذ سخر منه الطاغية وقال ان ثمن حزامه المذهب فقط الف دينار، فقال الشاعر: وهل انت الا حزامك فقط؟·
وصاحب مذكرات >داغمستان بلدي< قال فيها ان طاغية امر باعدام شاعر لانه الوحيد الذي اعلن العصيان ورفض مديحه وفي اللحظة التي رفع فيها السياف يده لقطع عنق الشاعر صاح الطاغية: لا اتركوا لهذه البلاد رجلها الوحيد لانها من بعده ارملة··!!
واطلقوا سراح الشعب لان البلاد تشعر باليتم بغيابه وان ما يحدث لدينا الآن شئنا ام ابينا هو محض انتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة ومن مرحلة استبداد صنيعة الانقلابات إلى مرحلة تحرر تصنعها الشعوب بالتحرر والمشاركة والحرية تصير الدولة اطارا ناظما للمجتمع وينتهي عصر السيطرة والاستبداد اللذين تمارسهما سلطة تستخدم وسائل القوة والاكراه والقمع الثورة التي تصنعها حالة من الغليان بالحوار والنقاش يتداول الناس في قضاياهم الكبرى والصغرى يغيرون مفاهيمهم بالاخرى تظهر إلى العلن افكار كانت مكبوتة ينجلي الوعي وحواء السودانية ولادة يظهر بوشي آخر وثالث ورابع ولا تفيد مواقف تكتيكية تخطاها الواقع وكل من عليها فان·

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)