ما قدرت قدامك أقيف


حريق نخيل بساتين (البلى) دفع للسطح مشاعر المصابين .
 منهم من استطاع أن يطلق العناء للبكاء .
فذاك( حسين فرجود) أخذ بجزع اولة نخلة صادفته  بعد  أن خمدت النيران ,احتواها بيديه (قارجا) و أطلق بكاء عميقاً لعله يغسل الاحزان.
 و (محموديحي ) , يقول أنه يومياً يذهب قبالة نخيله دون أن يجد الجرأة الكافية للنزول أكثر حيث توجد نخيله المحترقة.
 لكنه أدمن الذهاب يوميا هناك و ارسال النظر من بعيد و ذرف الدموع لعلها تبرد الاحزان, او تعيد توليد روح الشعر الذي أنقطع فيفجر لنا شعراً نحتاجه ليغنيه (مكى) كما غنى له( محمد عبد الرحمن) من قبل.
الاهالي , منهم من غرق في صمت و خانه  اللسان و خانته الدموع , فتحجرت في الماقى, فلا هى نزلت و غسلت الاحزان و لاهى استرسلت لتريح القلب.
أحدهم حكى أنه حاول أن يقضى قيلوته في( البلى ) بعد رصد الخسائر و وقف على طبيعة الموقف , الا  أنه لم يجد الظل المناسب , فسبحان الله فتخيل (البلى), كيف  انسحب ظلها و انكمش بعد أن تمد ظلالها الى الافاق.
كثيرون في حالة لا وعي و كأن الحريق أكذوبة و لا يجد من الكلام الذي ملاء الدنيا كلمات تعيد اليه الوعي ليدرك حجم ما ألم به , الايمان موجود في القلوب و لكن الصدمة تعطل المشاعر حتى لا يعى اين هو و لا الى اين تسير الامور.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام