اللعنة على قتلة العمة (5)

بعد ثلاثة أيام من استعار النار أرضاً فى جذوع  النخل ,يمكن تفقد اثار الدمارفقط على الجهة الشمالية , مع صعوبة التوغل للداخل اتجاه الغرب.
من حرق النخيل ؟
هناك ممارسات تحمل في طياتها الحقد ورغم أن الكثيرين يلاحظونها لكنهم لا يتجرأون في نقدها و شجبها في اللحظة المناسبة.
كثيرون من ملاك الاراضى اشتكوا في الاونة الفائتة أن بعض ملاك الوابورات يقومون بقتل بعض الشتول لاسباب مختلفة.
منهم من قتل شتول لان مالكها لم يشأ أن يخضع لنظام اشراك صاحب الوابور بنظام شراكة لم تعجبه فاثر أن يعتمد على شخص اخر يقوم نظير تقاضى  أجرة  معينة بتولى مسئولية السقاية و العناية بالشتول.
و تتعدد الاسباب , لكن دائماً ما يكون بعض أصاحب الوابورات باحساس السيادة و فرضية تواجده المستمر و غياب الملاك البعيدين بقتل شتولهم بدعوى تطبيق نظرية العين الحمراء و لىّ الزراع قسراً.
 كثيرون من المقيمين يعرفون أن هناك من يقوم بهذا العمل المتوحش اللا أخلاقى , لكنهم لم يتحدثوا الا سراً و همساً و يوحون لك بانهم لن يقوموا بالشهادة الرسمية.
ولان الانسان لا يسقط مرة واحدة في الوحل , فهو يواصل التساقط تدريجياً   الى أن يكتسب روح التدمير و هواية الحاق الاذى بالاخرين , فتصير الاذية عنده هواية.
و يتحرر من الوازع الدينى و الضمير الانسانى حتى يصبح وحشاً لا يهمه الاّ تطويع الغير على شروطه أو ازالة اسباب تواجده.
  أعلم أن هذا الكلام رغم صراحته و قسوة حقيقته لن يعجب الكثيرين, لكن من حرق البساتين لن يخرج من دائرة من استمرأ على السلوكيات التى أشرنا لها و بسكوت الناس من حواليه تعود على الايذاء المستمر.
سكتناً كثيراً , لكننا الان ندفع ثمن الصمت الاخرس الذي شجع على التدمير و لم يردع القتلة.
أسباب ساعدت على تسريع الاحتراق:
المزارع لم يعد ذاك الذي يقضى يومه في نظافة الارض و التخلص من الجذوع القديمة . و لا هو ذاك الذي يعمل كأبائنا في قطع الجريد الجاف , بل أن المزارع و قاطع النخل أصبحا لا يعيران أدنى اهتمام لقص بعض الجريد اللين من داخل قلب النخلة (قِرِّي).
قطع ال (قِرِّي) كان يعطى النخلة خاصية اتساع دائرة جزعها دون  ازدياد طولها و الذي أن حدث يقوم بتقصير العمر الانتاجى للنخلة.
أما تشعب شجيرات الحلفا فكان لها القدح المعلى في انتقال النيران من مكان الى اخر بسرعات مجنونة.
هذه الشجيرات لم يكن مزارعوا الامس يسمحون بتواجدها وسط النخيل المثمرة.و لم نكن نراها الا شرق قيزان الرمال حيث لم تكن هناك زراعة.
عفواً , فقد تعودنا أن نأخذ من نخيلنا دون أن نعطيها حقها من الرعاية فخذلتنا في اول امتحان و كان من الممكن تحجيم الضرر لولا أننا جعلنا ما تحت بساتين النخيل نظيفة كما كان يفعل المزارعون المحترفون.
و الله ولينا في الدنيا و الاخرة نساله أن يعوض الجميع و يلزمهم الصبر و أن يجد المتسبب في هذا الحريق ما يستحقه من اللعنات و العذاب.
صبح يوم جديد يطل على بساتين لبست السواد , ليتها بفضل تورق و تعود مخضرة و سبائطها نضرة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام