اللعنة على قتلة العمة (2)
جزء من بساتين تبج قبل الحريق. |
الحريق ما زال مستعراً :
الاخ عبد الرحمن سعيد عبيدى هو شيخ القرية مدنا بمعلومات وافرة عن الحريق.
يقول : اتجاه الحريق السريع لاتجاه الشمال حتم عليهم التفكير في عمل عازل مائى على لمساحة نصف كيلو في منطقة شونا.
هذا الاغراق الشديد بالماء أخرج نبات الحلفا (همبرتى) كعنصر مساهم في ازدياد اشتعال النيران.
تم اختيار هذه منطقة شونا لانها كانت تتحمل تركيب الوابور و أخذ الوقت المناسب لترطيب و تروية الارض المغطى بطبقات نبات الحلفا.
الاقتراب أكثر من هذه المسافة و التى تبعد حوالى 2500 متراً من بداية اشتعال النار كان صعباً للتأجج الشديد للنيران و التى كانت تقطع عشرات الامتار في اللحظة الواحدة بسبب ازدياد هبوب الرياح الجنوبية و ظاهرة هذه الرياح في حد ذاتها غريبة لان الرياح دائما هى شمالية , في منطقة يغلب عليهاالطابع الصحراوي.
شيخ القرية عبد الرحمن يشيد برجال تبج الذين وقفوا يداً واحده دون أن يتسيب احتراق كل نخيل بعضهم الى عدم تعاونهم مع الباقيين. تعاضد الاهل و اتفاقهم على ضرورة اخماد الحريق و الذي لم يكن ليتوقف ابداً الا بعد التهام كل القرى الشمالية.
كثيرون فقدوا نخيلهم بنسبة 100% , لكن و لا شخص واحد منهم فكر بالخذلان لان تواجده لم يكن يعنى أنه سينقذ بعض نخيله فقد رأوها تتساقط كالنجوم المحترقة و لكن لم يكن هذا ليثنيهم عن الاصرار لاطفاء هذا الحريق و الذي لم يروا مثله طوال حياتهم. كان من الصعب الاقتراب لاكثر من نصف كيلو متر من الحريق لليهيبها الذي كان يشوى وجوه كل من يحاول الاقتراب أكثر.
الاهالى تجمعوا في منطقة شونا للعمل على الاغراق الكامل للتربة بما تحتويها على حشائش الحلفا و بذا تم تحجيم دورها في تسعير النار.
حينما اقترب الحريق للمنطقة المروية بالماء أخذ يهدأ ويهدأ الى أن توقف عن التقدم شمالاً.
تم احتواء الحريق تماماً حوالى الساعة 2 صباحاً و حينها أتت قوة المطافئ و لم يقوموا بأى دوريذكر سواء اطفاء بعض الجذوع المشتعلة.
تأخر وصول المطافئ أثار حفيظة الاهالى ولانهم لم يعتمدوا على وصولها في الوقت المناسب عمدوا للحل الاصعب و هو التقبل طواعية على أكثر المناطق كثافة بالنخيل و أغراق الارض في أقل مكان كثافة حتى تنجح نظرية عزل الحريق عما تبقى من نخيل و بلاد شمالاً.
المنطقة المحترقة حوالى2.5 كيلو متراً (من الشمال للجنوب) و حوالى 1.5 كيلو متراً (من الشرق للغرب).
المنطقة المحترقة تسمى ساقية 1\13 بنسبة 100%.
أما الماساة الحقيقية هى أن التقديرات الرسمية حسب سجلات عام 199 كالاتى:
8000 شجرة مثمرة احترقت بنسبة 100%.
5000 , أي أنها الان تعتبر أشجار كبيرة و مثمرة.
و هناك المئات من الشتول الجديدة و التى شتلت فيما بعد أخر تعداد نخيل عام 1999.
أى أنّ المحصلة النهائية تقدر بحوالى أكثر بكثير من 13000 نخلة.
بعض الصور من فيصل زيادة وزوجة الفاضل و مواقع اخرى.
نواصل غداً باذن الله نشر المزيد المثير.
الاعتماد على الغاز و الاعتماد على الزنوك في تعريش السقوف تسبب في اهمال قطع الجريد و الذي جف وصارعدواً يشعل نفسه بنفسه. |
وهكذا انقلب الحال, من بعد ازدهارو انها لمصيبة , لكن نسال الله ان يعوض الجميع خيراً |
إالحريق حرق القلوب و حرق الامل و المستقبل!!! |
تعليقات