اللعنة على قتلة العمة

بساتين تبج , بعد الحريق تعانى من الاجهاض القسري, هذه الصورة بالامس من مسافة بعيدة . لكن اليوم , الله وحده يعلم اذا كانت ما زالت على هذه الحال أم خرت مودعة دنيا لا يسلم فيها النبات و لا الحيوان من ظلم اناس جبلوا على الظلم.

 
كأن احداث لوري ال بدر ,في (رحلة الى قاع النيل), تطل برأسها في سماء تبج الصافية فتحولها الى دخان اسود و نار كلظى جهنم أتى على مركز نخيل تبج.
 بالامس تذكرت كل كلمة كتبتها عن السيد سيد همد و كيف ناضل ليجعل ( البلى) قبلة لبساتين تبج و أفلح في ذلك و تبعه كثيرون من امثال محمد حاج و حسن على حتى أصبحت الارض تضيق بالنخيل.
كان من الممكن أن تشق طريقك من (شونا اتى و حتى نهاية البلى ) دون أن ترى الشمس.
 الان يمكنك أن تسير(نظرياً) في نفس المساحة على أكوام من الرماد و الحمم و لايمكنك أن ترى السماء لا لكثرة النخيل لكن بسبب الدخان المنبعث من نخيل تبج.
هذا الحريق و الذي أتى على ما يزيد كثيراً على الثلاثة عشر ألف نخلة لم يذهب بمحصول عدد كبير من عائلات القرية  لكنه في في البدء  ذبح اواصر التاريخ و المستقبل.
 الحريق أفقر أقتصادياً اسراً كثيرة و لكنها قطعت سيل ذكريات كانت تصل الحاضرين باباء و أمهات مجيدات أفحلوا  الارض و تغلبوا على الصعب حتى صار(البلى) يعنى البلح الطيب و الرطب الجنى.
عشنا ردحاً من العقود دون أن يحتوي قاموس معرفتنا عن شئ اسمه حريق النخيل , و منذ ثلاث سنوات أصبح حريق النخيل ظاهرة يومية في المنطقة النوبية.
قبل أقل من 48 ساعة , فقط كانت حرائق قرية (حميد) , بلد الاستاذ ابراهيم محمد مختار صاحب (يحبونك  و يسألون عنك).
أمس في قلب بساتين تبج في (البلى) و غدا  ,,,, نسأل الله أن يكون فجراً جديداً يحرق فيه من أحرق 
نخيل بلادى المؤودة , سواعد الرجال التى أطفأت الحريق يمكن أن تشتل مقابل كل نخلة عشرة شتول , لكن متى نكون رجالاً نعرف من يحرق   و متى نكتسب ثقافة محاكمة المتسبب سواء كان متعمداً أو نتجة اهمال.


تناول كل الاهل بالقرية فطورهم و عشاءهم قرب قرابين النخيل.
و ما وزالت الدوريات مستمرة خوفا من تجدد الحريق حيث أن المسافة المعزولة ما زالت تحتفظ بالجزوع المحترقة التى تتهاوى و أما سطح الارض ما زال يحفظ الكثير من الرمض و حفر النار.
أسال الله أن يكون هذا الحريق اخر حرائق النخيل في النوبة.



منشور ذات صلة
http://matayssar.blogspot.com/2011/12/blog-post_20.html



تعليقات

‏قال سليم
ليوم فوجئتنا بنبئ مفاده ان حريقا قد شب في قريتي وقضى على الاخضر واليابس من نخيلنا رمز الخير والعزة والاباء الحرائق المتكررة وعدم وجود وحدة اطفاء الحرائق انما يؤكد ما ذهبنا اليه من قبل انها بفعل فاعل
اقول ان هذه الحرائق بفعل فاعل لان هذه الحرائق المتكررة لم تحدث بين ليلة وضحاها فهي تحدث منذ اكثر من سنتين كانت كافية بان تكون هناك وحدات اطفاء في مراكز المحليات ولكن لم يعر احد من اؤلي الامر اهتماما بذلك
فهذه قرينة واضحة بان هناك مخطط وخاصة في ظل عدم الاحتجاج من اهل المنطقة فهؤلاء يستغلون استغلالا بشعا تقاعس اهلنا وعدم اهتمامهم بحقوقهم حتى تقع الكارثة
ان الحريق الذي حدث اليوم هو كارثة بجميع المقاييس فهذه المنطقة كانت تنتج اجود انواع البلح وكان هذا الانتاج هو الدخل الاساسي للكثيرين من اهلنا ناهيك البعض كان يعتبر رحلته في موسم حصاد البلح هو ارتباط وجداني بلارض وبالقرية وينتظر هذا الموسم فقط لزيارة القرية والاهل ويعرف قيمة ان يعيش وهو يعلم ان له ارض وقرية واهل وعزوة هي كارثة كما اسلفت بكل المقاييس لم تتضح بعد معالمها وان كان عنوانه مثير للاسى والجزع والخوف وللمدركين لخبايا ما يحدث يؤكد ولاة امورنا كم هي قاسية قلوبهم ولا يلوون على شيئ الا مصالحهم فهم يريدون ان يفنو هذه المنطقة ويفرغونها من سكانها ودون مقابل فقط مقابل عمولات تدخل في جيوبهم المكتنزة سلفا باموال الشعب لا يخافون الله ويقدسون الدولار ولم يراعوا في ذلك حتى قدسية هذا الشهر الكريم فاليوم هو ثالث ايام شهر رمضان الكريم وكم هو قاس ان يفاجا اهل القرية بهذه الكارثة وهم صائمون ابكيك يا وطني وانت جريح ولا تجد من يضمد جراحك بل هناك من يصب الملح في هذا الجرح الغائر دون ان يغمض له طرف الهي وانت ملاذنا وملجؤنا ندعوك ونتوسل اليك وانت الحق والرحمن الرحيم ان ترحم باهلنا وان تري من كان السبب في ذلك يوما اسودا يعلمون به قوتك ونصرك وانحيازك للمظلوم وان تنير بصيرة من يعتقد عكس ذلك من اهلي انك سميع مجيب
‏قال سليم
علي سيد همد
‏قال ما تيسر
امين يا كريم

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام